المشاركات

الجهود السعودية في تحقيق الدولة الفلسطينية

 ترأس كلٌ من معالي وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان و معالي وزير الخارجية الفرنسي السيد جان نويل بارو الجلسة الرئيسية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، وقد أكدت فرنسا على استعدادها للإعتراف بالدولة الفلسطينية في ايلول/سبتمبر المقبل، وهذا ما يعد إنجازًا عظيمًا في رأيي؛ لأن فرنسا تُعد من الدول صاحبة المقعد الدائم في مجلس الأمن ولديها حق الإعتراض "الفيتو". يعد هذا الأمر انتصارًا للدبلوماسية السعودية التي استخدمت هذه الحرب المأساوية لتحقيق هدف الدولة الفلسطينية الذي إن تحقق سيضمن للشعب الفلسطيني حياةً كريمة و آمنة بإذن الله تعالى، وأتمنى ألا يحدث أمرٌ ما يغير رأي الجمهورية الفرنسية فترفض الإعتراف بفلسطين؛ فالسياسة غير مستقرة و الأوضاع تتبدل كل يوم، ولكن نسأل الله تعالى أن يتمم الأمور على ما فيه امان البلاد و العباد. وقد كانت جهود المملكة العربية السعودية والتي بدأت منذ زمنٍ طويل لتنفيذ حل الدولتين و إيجاد دولة فلسطينية ذات سيادة و معترف بها دوليًا غير مجهولة ولا يستطيع أحد إنكارها، وكل ذلك كان لأجل ضمان حقوق الفلسطينيين...

المكتبة المدرسية بذات أهمية المقصف!

 من المحزن جدًا في نظري بعد أن وصلنا إلى هذا الزمن، زمن العلم و المعلومات و الذكاء الإصطناعي و التقنية، ألا يكون هناك مكتبات في مدارسنا يقضي فيها الطلاب أوقات فراغهم او أوقات الفُسحة أو أوقات غياب المعلم عن الحصة، فينهلوا من علومها ما يطورون به مهاراتهم و ينمون عقولهم ويكون سببًا في اعتيادهم على عادة القراءة منذ الصغر. إنه والله أمرٌ مريب أن يتم الإهتمام بالمقصف ولا يتم الإهتمام بوجود مكتبة بذات الدرجة، لا أقول أن الاهتمام بالمقصف و غذاء الطلاب أمرٌ غير مطلوب، على العكس، بل مهمٌ و ضروري، ولكنّي أعتقد أن الإهتمام بعقولهم يفترض أن يكون بذات الدرجة، بل ربما يكون أكثر أهمية؛ لأن بناء العقول أكثر و أشد أهمية من تعبئة البطون. أعتقد أنه من المفترض أن يكون في مخطط كل مدرسةٍ ستبنى في الأعوام القادمة، مكانٌ واسعٌ لمكتبةٍ عامرة بالكتب و زاخرة بالعلم و الثقافة، تضم في جنباتها علومًا متنوعة تختلف بإختلاف المرحلة العمرية لطلاب المدرسة. ليس ذلك و حسب، حتى المدارس القائمة الآن لابد في إعتقادي أن يُلغى فصلٌ واسع من فصولها و يتم تحويله إلى مكتبة، ويمكن جمع الكتب عن طريق التبرعات، أو شراء الكتب المست...

استثمارات أخوية و عوائد خرافية

 استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق وفدًا سعوديًا ضم أكثر من 130 مستثمر ورجل أعمال سعودي برئاسة معالي وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح. جاء اولئك المستثمرون ليبرهنوا كما قال معالي الوزير على أن السعودية بقيادتها ورجال أعمالها يراهنون بقوة على مستقبل سوريا المُشرق و الإيجابي بإذن الله، لذلك أرسلت مستثمريها و رؤوس أموالها حتى تُرسل رسالةً واضحة للعالم بأن سوريا بحكومتها و شعبها بيئةٌ خصبة و جاذبة و محفزة للاستثمارات. أسعدني جدًا أن السعودية كانت هي السبَّاقة في هذا الأمر لأن سوريا فيها من المقومات التي تساعد على نجاح أي استثمار في أراضيها، و أول هذه المقومات في نظري هو شعبها المتعلم و الواعي، وكذلك حكومتها التي تركز على بناء علاقات حقيقية مع الدول المجاورة قائمة على الإستثمار و التعاون لا على المساعدات وحسب كما قال معالي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني. أتمنى أن تتكرر تلك الوفود السعودية لتشمل مجالاتٍ أكثر و تعاوناتٍ أكبر فهناك العديد من القطاعات و المجالات التي تستطيع السعودية العمل عليها في سوريا و النهوض بها بما يخدم البلدين ويرفعهما بإذن الله، على سبي...

حزب امريكا

 أعلن الملياردير الأمريكي ايلون ماسك على حسابه في منصة X عن نيته إنشاء حزب سياسي أمريكي جديد يتنافس في الانتخابات مع الحزب الجمهوري و الحزب الديموقراطي، وذلك بعد أن وضع استفتاء سأل فيه الشعب الأمريكي عن هذه الفكرة، والمفاجأة أنها لاقت استحسانًا كبير حيث شارك اكثر خمسة ملايين ونصف وكان 80% موافقون على الفكرة، وفي استفتاءٍ آخر لذات الفكرة شارك حوالي مليون و ربع كانت نسبة الموافقين بينهم 65%, وهذا إن دل فإنما يدل على تغييرٍ قادم لم يكن له مثيل في الشأن الداخلي الأمريكي منذ مدةٍ طويلة. لم يكن مجرد حديثٍ عابر، فقد قدم إيلون ماسك أوراق تنظيم حزبه الجديد "حزب أمريكا" إلى لجنة الانتخابات الفيدرالية، استعداداً لمشاركة الحزب بالانتخابات النصفية 2026. وضع ماسك اولويات للحزب منها : - تخفيض العجز الحكومي والديون  - تحرير الاقتصاد، التجارة الحرة، واستقطاب العمالة عالية المهارة. - الحكم بالتكنولوجيا بما في ذلك دعم الذكاء الاصطناعي جاء هذا التغير المفاجئ إثر العداوة التي اشتعلت بعد إنخمادها بين ايلون ماسك و دونالد ترامب بسبب توقيع الأخير قانون "الجميل الكبير" الذي يُمكّن من تخفيضات...

الضربات اليائسة

 شنت دولة الاحتلال بقيادة النتن ياهو هجمات صاروخية عديدة على ايران، وذلك في توقيت قد يُعتبر مفاجئ للبعض إلا أنه كان متوقعًا بالنسبة لشخص يلفض انفاسه الأخيرة في مسيرته السياسية ألا وهو نتن ياهو، حيث أنه كانت ستنتهي مسيرته السياسية لولا حرب 7 أكتوبر التي اعادت إحيائه من جديد، حيث أبعدت عنه لفترة كافة القضايا التي كانت تطارده كما أنها ساعدت في نشر صورته كبطل قومي بين جماهير دولة الإحتلال. هذه العملية ستعيد نتن ياهو للواجهة السياسية مجددًا وبقوة و سيحاول بكل ما أوتي من قوة بمساعدة الإعلام اليميني المتطرف استغلالها بأفضل شكل لدعم أجندته، والتي من أولها تضخيم صورة ايران كعدو للدولة الاسرائيلية كما يقول نتن ياهو وأنها التهديد الأكبر للشعب الاسرائيلي، وذلك بعد أن فشل في محاولته لإدخال الدولة السورية الناشئة في حربٍ عبثية بفضل ذكاء قيادتها و حكمتها. سيحاول النتن ياهو أن يطيل أمد الحروب قدر المستطاع في غزة خصوصًا و في منطقة الشرق الأوسط عمومًا بكافة الطرق الممكنة والتي من الممكن أن يكون منها استخدام الاعلام أو استخدام المكائد و الفخاخ، وغالبًا ما تكون الثانية بدعم و تضخيم من الأولى. على سبيل...

المكتبات العامة ضرورة وليست رفاهية

 المكتبات العامة ليست مجرد بناءً يحوي كتبًا وأرفف بداخله، لا! المكتبة روح تُضّفي على المدينة التي توجد فيها حلاوةً و جمالًا ولسكان المدينة ثقافةً و علمًا. على سبيل المثال، تعد مكتبة الملك فهد العامة بجدة، مقرًا علميًا يقصده كل راغبٍ للعلم، سواءً كان قارئًا أو طالبًا أو باحثًا أو مؤلفًا وتعد مكانًا مناسبًا للتشجيع على كتابة البحوث و المؤلفات العلمية التي تُساعد على الرقي بالمجتمع ورفع مكانته بين الأمم. المكتبة ايضًا ليست مكانًا للقراءة وحسب، بل بإمكانها أن تكون مركزًا للتوعية و التدريب عبر إقامة الدورات في مختلف المجالات بداخلها، ويمكن للمكتبات ايضًا إعارة الكتب بحيث تنتقل الفائدة لخارج حدودها، يمكن ايضًا أن تكون مساعدةً في تنشئة الأطفال تنشئةً صحيحة عبر إقامة برامج مخصصةٍ لهم وتوفير كتب تعليمية تناسبهم، وكذلك الحال لسائر أطياف المجتمع. لنضرب مثلًا آخر بالولايات المتحدة الأمريكية، فيها أكثر من ستة عشر الف مكتبة عامة، تتوزع في ولاياتها و مدنها و أحيائها وتساهم في الاثراء المعرفي و العلمي للشعب الأمريكي. قد يكون بناء المكتبات في كل مدينة امرًا مُكلفًا ولكن هناك في رأيي حلول أقل تكلفة ...

هل الديموقراطية واقعية ؟

 ينتشرُ في ايامنا هذه عباراتٌ رنانة، مثل دولةٍ ديموقراطية، أو حكومةٍ منتخبة، أو رئيسٍ يختاره الشعب، كل هذه تعني أن الشعب هو الذي يحكم الدولة وليس الرئيس، سواءً كان ذلك بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، والأصح نظريًا أنه بشكل غير مباشر، لأن حكم الشعب مباشرةً أمرٌ غير منطقي، اما واقعيًا فهذا غير صحيح من الأساس في اعتقادي. قبل ذلك، لابد من توضيح ماهية الديموقراطية وأنواعها حتى تتضح الصورة، الديموقراطية اصطلاحًا يمكن تعريفها بأنها : حُكم الشعب من قبل الشعب و لمصلحة الشعب، أما انواع الديموقراطية فهي اثنان، الأولى : الديموقراطية المباشرة، أي أن يحكم الشعب نفسه دون ممثلين ينوبون عنه في الحكم، وهذا مستحيلٌ قطعًا، خصوصًا في زمننا هذا، أما النوع الثاني فهو : الديموقراطية النيابية أو التمثيلية أو غير المباشرة - تعددت الأسماء و المعنى واحد - وهي تعني : أن يحكم الشعب عن طريق ممثلين ينتخبهم في البرلمان، لهذا النوع أنواع عديدة من أهمها الرئاسية والتي يتم فيها انتخاب الرئيس و رئيس مجلس الوزراء، أي رئيس السلطة التنفيذية و رئيس السلطة التشريعية، تختلف الأنواع وآلية الاختيار بين كلِ نظامٍ وآخر وبين كل دولةٍ ...

دور الإرادة السياسية في تحقيق التنمية

 إن الدول عندما تود أن تغّير من اوضاعها داخليًا إلى وضعٍ أفضل، خصوصًا في الجانب الاقتصادي و التنموي، فلابد أن ترسم خطةً لهذا التغيير، خطةً تنموية تمهد الطريق وتشرح آلية السير فيه حتى تصل إلى الهدف المرغوب. الأهم من وضع الخطة، هو وجود إرادة سياسية في الدولة تعمل على تنفيذ الخطة و تحسينها بشكل مستمر و التأكد من المضِّي في تحقيقها بشكلٍ متوازن و سليم، لأن عدم وجود إرادة سياسية قوية تجعل أي خطة مهما كانت قويةً وإيجابية مجرد حبرٍ على ورق. و سنضرب عدة أمثلة توضح أهمية الإرادة السياسية و دورها الفعَّال في تحقيق خطة التنمية الموضوعة وجعلها حقيقةً على أرض الواقع. نبدأ بالصين والتي تحولت في حوالي ثلاثة عقود من بلدٍ زراعي يقع معظم سكانه تحت خط الفقر إلى دولةٍ صناعية عظمى و قطبٍ من أقطاب العالم اليوم. بدأت الحكاية بعد وفاة ماو تسي تونغ و تولي دنغ شياو بينغ الذي تخلى كثيرًا عن السياسات الاشتراكية و الشيوعية التي تبناها سلفه ماو، فشجع تواجد الاستثمار الأجنبي وبنى المناطق الاقتصادية الضخمة لجذب الاستثمارات الخارجية، كما و وضع الخطط الكبيرة لبناء نموذج صناعي قوي يكتسح العالم أجمع بدعم مباشر من الق...

أهمية القوة في سبيل تنفيذ سياسة الدولة الخارجية

إن الدولة - أي دولة مهما كانت - لابد وأن يكون لها مصالح استراتيجية خارجية تسعى لتحقيقها ومن ثمّ الحفاظ عليها و تطويرها، وتختلف هذه المصالح من دولة إلى أخرى و تختلف الطرق التي تسلكها الدول في سبيل تحقيق مصالحها، حسب نوع تلك المصالح و أهميتها وحسب قوة تلك الدولة في السياسة الخارجية، ولكن تتشابه كل الدول بأن لها مصالح خارجية تسعى لتحقيقها. هناك بلا شك علاقة طردية بين قوة الدولة و مدى إمكانية تحقيقها لأهداف سياستها الخارجية و حصولها على مصالحها الاستراتيجية، خصوصًا في ظل النظام العالمي الحالي الذي يحتكم بشريعة الغاب، والذي ولا تُعير فيه الدول "العظمى" أي اهتمامٍ بالقانون الدولي إذا كان يتعارض مع مصالحها، وكأنه غير موجودٍ على الإطلاق، ولا تكون مثل تلك القوانين موجودة و مطبقة إلا على الدول الضعيفة و الهامشية أو عندما يتلاءم مع مصالح القوى العظمى في السيطرة و الهيمنة. هنا، لابد وأن تسعى الدول سعيًا حثيثًا غير منقطع لزيادة قوتها في كافة المجالات، الإقتصادية و السياسية و التجارية و الصناعية و العلمية و التقنية و التكنولوجية، حتى يتسنى لها اللعب بقوة في ساحة السياسة الدولية و فرض نفسها...

قواعد جديدة و قطب عالمي جديد

 في هذه الايام، يكشف لنا العالم عن قواعدَ جديدة في السياسة الدولية وفي الاقتصاد الدولي، عن دولةٍ بدأت طريقها نحو العظمة والقوة و النفوذ بهدوءٍ وثبات، عن منطقة بدأت ترى النور و الحياة بعد سنينَ طويلة عاشتها في الظلام الملطخ بالدماء ورائحة البارود و النار، عن دولةٍ استيقظت وقامت لتضع نفسها في المكانة التي تستحقها والتي كان من المفترض أن تكون فيها منذ مدةٍ بعيدة، كما انها أخذت معها جاراتها من حولها ليصعدوا معها نحو الاستقرار في كافة جوانبه، نحو العظمة و القوة، نحو مكانةٍ مستحقة. بدأ ذلك كله رجلٌ عظيم يُدعى محمد بن سلمان، كان لديه إيمانٌ قوي بمكانة دولته وأحقية منطقته في القوة و الاستقرار و النفوذ، كان يصر على أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن حيث يجب أن تكون، فأخذ على عاتقه أن يضعها حيث تستحق، وذلك عبر قيادته الفعَّالة و القوية و الذكية لبلده وللمنطقة. إن التغييرات الجذرية التي تقوم بها السعودية على الصعيد الداخلي في كافة المجالات، السياسية و الاقتصادية و التقنية و الصناعية و غيرها تؤهلها خطوةً بخطوة لتصبح أحد أهم الأقطاب العالمية القادمة بقوة، وذلك عبر تقوية أذرعها الاستثمارية و التجارية ...