المشاركات

الضربات اليائسة

 شنت دولة الاحتلال بقيادة النتن ياهو هجمات صاروخية عديدة على ايران، وذلك في توقيت قد يُعتبر مفاجئ للبعض إلا أنه كان متوقعًا بالنسبة لشخص يلفض انفاسه الأخيرة في مسيرته السياسية ألا وهو نتن ياهو، حيث أنه كانت ستنتهي مسيرته السياسية لولا حرب 7 أكتوبر التي اعادت إحيائه من جديد، حيث أبعدت عنه لفترة كافة القضايا التي كانت تطارده كما أنها ساعدت في نشر صورته كبطل قومي بين جماهير دولة الإحتلال. هذه العملية ستعيد نتن ياهو للواجهة السياسية مجددًا وبقوة و سيحاول بكل ما أوتي من قوة بمساعدة الإعلام اليميني المتطرف استغلالها بأفضل شكل لدعم أجندته، والتي من أولها تضخيم صورة ايران كعدو للدولة الاسرائيلية كما يقول نتن ياهو وأنها التهديد الأكبر للشعب الاسرائيلي، وذلك بعد أن فشل في محاولته لإدخال الدولة السورية الناشئة في حربٍ عبثية بفضل ذكاء قيادتها و حكمتها. سيحاول النتن ياهو أن يطيل أمد الحروب قدر المستطاع في غزة خصوصًا و في منطقة الشرق الأوسط عمومًا بكافة الطرق الممكنة والتي من الممكن أن يكون منها استخدام الاعلام أو استخدام المكائد و الفخاخ، وغالبًا ما تكون الثانية بدعم و تضخيم من الأولى. على سبيل...

المكتبات العامة ضرورة وليست رفاهية

 المكتبات العامة ليست مجرد بناءً يحوي كتبًا وأرفف بداخله، لا! المكتبة روح تُضّفي على المدينة التي توجد فيها حلاوةً و جمالًا ولسكان المدينة ثقافةً و علمًا. على سبيل المثال، تعد مكتبة الملك فهد العامة بجدة، مقرًا علميًا يقصده كل راغبٍ للعلم، سواءً كان قارئًا أو طالبًا أو باحثًا أو مؤلفًا وتعد مكانًا مناسبًا للتشجيع على كتابة البحوث و المؤلفات العلمية التي تُساعد على الرقي بالمجتمع ورفع مكانته بين الأمم. المكتبة ايضًا ليست مكانًا للقراءة وحسب، بل بإمكانها أن تكون مركزًا للتوعية و التدريب عبر إقامة الدورات في مختلف المجالات بداخلها، ويمكن للمكتبات ايضًا إعارة الكتب بحيث تنتقل الفائدة لخارج حدودها، يمكن ايضًا أن تكون مساعدةً في تنشئة الأطفال تنشئةً صحيحة عبر إقامة برامج مخصصةٍ لهم وتوفير كتب تعليمية تناسبهم، وكذلك الحال لسائر أطياف المجتمع. لنضرب مثلًا آخر بالولايات المتحدة الأمريكية، فيها أكثر من ستة عشر الف مكتبة عامة، تتوزع في ولاياتها و مدنها و أحيائها وتساهم في الاثراء المعرفي و العلمي للشعب الأمريكي. قد يكون بناء المكتبات في كل مدينة امرًا مُكلفًا ولكن هناك في رأيي حلول أقل تكلفة ...

هل الديموقراطية واقعية ؟

 ينتشرُ في ايامنا هذه عباراتٌ رنانة، مثل دولةٍ ديموقراطية، أو حكومةٍ منتخبة، أو رئيسٍ يختاره الشعب، كل هذه تعني أن الشعب هو الذي يحكم الدولة وليس الرئيس، سواءً كان ذلك بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، والأصح نظريًا أنه بشكل غير مباشر، لأن حكم الشعب مباشرةً أمرٌ غير منطقي، اما واقعيًا فهذا غير صحيح من الأساس في اعتقادي. قبل ذلك، لابد من توضيح ماهية الديموقراطية وأنواعها حتى تتضح الصورة، الديموقراطية اصطلاحًا يمكن تعريفها بأنها : حُكم الشعب من قبل الشعب و لمصلحة الشعب، أما انواع الديموقراطية فهي اثنان، الأولى : الديموقراطية المباشرة، أي أن يحكم الشعب نفسه دون ممثلين ينوبون عنه في الحكم، وهذا مستحيلٌ قطعًا، خصوصًا في زمننا هذا، أما النوع الثاني فهو : الديموقراطية النيابية أو التمثيلية أو غير المباشرة - تعددت الأسماء و المعنى واحد - وهي تعني : أن يحكم الشعب عن طريق ممثلين ينتخبهم في البرلمان، لهذا النوع أنواع عديدة من أهمها الرئاسية والتي يتم فيها انتخاب الرئيس و رئيس مجلس الوزراء، أي رئيس السلطة التنفيذية و رئيس السلطة التشريعية، تختلف الأنواع وآلية الاختيار بين كلِ نظامٍ وآخر وبين كل دولةٍ ...

دور الإرادة السياسية في تحقيق التنمية

 إن الدول عندما تود أن تغّير من اوضاعها داخليًا إلى وضعٍ أفضل، خصوصًا في الجانب الاقتصادي و التنموي، فلابد أن ترسم خطةً لهذا التغيير، خطةً تنموية تمهد الطريق وتشرح آلية السير فيه حتى تصل إلى الهدف المرغوب. الأهم من وضع الخطة، هو وجود إرادة سياسية في الدولة تعمل على تنفيذ الخطة و تحسينها بشكل مستمر و التأكد من المضِّي في تحقيقها بشكلٍ متوازن و سليم، لأن عدم وجود إرادة سياسية قوية تجعل أي خطة مهما كانت قويةً وإيجابية مجرد حبرٍ على ورق. و سنضرب عدة أمثلة توضح أهمية الإرادة السياسية و دورها الفعَّال في تحقيق خطة التنمية الموضوعة وجعلها حقيقةً على أرض الواقع. نبدأ بالصين والتي تحولت في حوالي ثلاثة عقود من بلدٍ زراعي يقع معظم سكانه تحت خط الفقر إلى دولةٍ صناعية عظمى و قطبٍ من أقطاب العالم اليوم. بدأت الحكاية بعد وفاة ماو تسي تونغ و تولي دنغ شياو بينغ الذي تخلى كثيرًا عن السياسات الاشتراكية و الشيوعية التي تبناها سلفه ماو، فشجع تواجد الاستثمار الأجنبي وبنى المناطق الاقتصادية الضخمة لجذب الاستثمارات الخارجية، كما و وضع الخطط الكبيرة لبناء نموذج صناعي قوي يكتسح العالم أجمع بدعم مباشر من الق...

أهمية القوة في سبيل تنفيذ سياسة الدولة الخارجية

إن الدولة - أي دولة مهما كانت - لابد وأن يكون لها مصالح استراتيجية خارجية تسعى لتحقيقها ومن ثمّ الحفاظ عليها و تطويرها، وتختلف هذه المصالح من دولة إلى أخرى و تختلف الطرق التي تسلكها الدول في سبيل تحقيق مصالحها، حسب نوع تلك المصالح و أهميتها وحسب قوة تلك الدولة في السياسة الخارجية، ولكن تتشابه كل الدول بأن لها مصالح خارجية تسعى لتحقيقها. هناك بلا شك علاقة طردية بين قوة الدولة و مدى إمكانية تحقيقها لأهداف سياستها الخارجية و حصولها على مصالحها الاستراتيجية، خصوصًا في ظل النظام العالمي الحالي الذي يحتكم بشريعة الغاب، والذي ولا تُعير فيه الدول "العظمى" أي اهتمامٍ بالقانون الدولي إذا كان يتعارض مع مصالحها، وكأنه غير موجودٍ على الإطلاق، ولا تكون مثل تلك القوانين موجودة و مطبقة إلا على الدول الضعيفة و الهامشية أو عندما يتلاءم مع مصالح القوى العظمى في السيطرة و الهيمنة. هنا، لابد وأن تسعى الدول سعيًا حثيثًا غير منقطع لزيادة قوتها في كافة المجالات، الإقتصادية و السياسية و التجارية و الصناعية و العلمية و التقنية و التكنولوجية، حتى يتسنى لها اللعب بقوة في ساحة السياسة الدولية و فرض نفسها...

قواعد جديدة و قطب عالمي جديد

 في هذه الايام، يكشف لنا العالم عن قواعدَ جديدة في السياسة الدولية وفي الاقتصاد الدولي، عن دولةٍ بدأت طريقها نحو العظمة والقوة و النفوذ بهدوءٍ وثبات، عن منطقة بدأت ترى النور و الحياة بعد سنينَ طويلة عاشتها في الظلام الملطخ بالدماء ورائحة البارود و النار، عن دولةٍ استيقظت وقامت لتضع نفسها في المكانة التي تستحقها والتي كان من المفترض أن تكون فيها منذ مدةٍ بعيدة، كما انها أخذت معها جاراتها من حولها ليصعدوا معها نحو الاستقرار في كافة جوانبه، نحو العظمة و القوة، نحو مكانةٍ مستحقة. بدأ ذلك كله رجلٌ عظيم يُدعى محمد بن سلمان، كان لديه إيمانٌ قوي بمكانة دولته وأحقية منطقته في القوة و الاستقرار و النفوذ، كان يصر على أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن حيث يجب أن تكون، فأخذ على عاتقه أن يضعها حيث تستحق، وذلك عبر قيادته الفعَّالة و القوية و الذكية لبلده وللمنطقة. إن التغييرات الجذرية التي تقوم بها السعودية على الصعيد الداخلي في كافة المجالات، السياسية و الاقتصادية و التقنية و الصناعية و غيرها تؤهلها خطوةً بخطوة لتصبح أحد أهم الأقطاب العالمية القادمة بقوة، وذلك عبر تقوية أذرعها الاستثمارية و التجارية ...

نظرة أمريكية جديدة تجاه الشرق الأوسط

 منذ تولي دونالد ترامب فترة رئاسته الثانية، بدأ يتضح جليًا إهماله للمصالح الإسرائيلية عمدًا، كما بدأ يتضح تحديدًا تجاهله و تجاهل حكومته الواضح للنتن ياهو، وذلك بعد أن تمادى الأخير في طلباته من الولايات المتحدة الأمريكية بالسلاح و الدعم السياسي و الاقتصادي في حربه الهمجية على الأبرياء و المدنيين المستضعفين في غزة وفي عدة جبهاتٍ أخرى. بالتأكيد إن هذا التجاهل ليس من أجل سواد عيون العرب و المسلمين، بل من أجل اعتقاد ترامب وايمانه المطلق بأن امريكا اولًا، كما روج اثناء الانتخابات الرئاسية. كما أنه بهذا التجاهل بالتأكيد لا يعني تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم دولة الإحتلال، ولكنه في إعتقادي يُرسل رسالة لحكومة النتن ياهو مفادها أن هذه الحرب التي تخوضها لن أدعمها، لأن دعمه لها في نظري سيلطِّخ سمعته كما لطخت سمعة بايدن من قبله.  كما أعتقد أن ترامب يرى أن تلك الحرب لم يأتي منها إلا الخسارة في الاموال و الأرواح دون أي فائدةٍ أو نتيجة، وهو مالا يرغب به ترامب بعقليته التجارية. وقد أعلن ترامب منذ فوزه بالرئاسة عن نيته لزيارة السعودية، وقد تم تحديد موعد الزيارة اليوم الثلاثاء 13 مايو. ...

صراع النووييتين!

 نشبت خلال الايام الماضية مناوشاتٌ خفيفة بين الهند و باكستان، في البداية كان مجرد إطلاقَ نارٍ عابر، ولكنه في الساعات الأخيرة تطور و تصاعد بشكل مخيف حتى وصل لإسقاط الطائرات و تبادل الرمي بالمدفعية وكذلك الاستهدافات المباشرة عبر الطائرات الحربية، حيث قامت باكستان حسب عددٍ من المصادر بإسقاط ثلاثة طائرات حربية هندية حتى الآن، وردت الهند باستهداف مواقع داخل الحدود الباكستانية وقتل و جرح عدد من العسكريين و المواطنين الباكستانيين، كما قامت باكستان بالمثل ايضًا، و توعد الطرفان بالرد على هجوم الآخر. هذا الأمر ليس جديدًا، فقد حدثت مثل هذه الاعتداءات بين البلدين، ولكنها كانت تنتهي سريعًا، اما هذه المرة فيبدو أن النار تشتعل كل ساعةٍ أكثر مما قبلها. أصل هذا الصراع بين الهند و باكستان هو على منطقة كشمير، وهذا الصراع نشأ منذ عام 1947م ومستمرٌ حتى يومنا هذا مع الأسف، المشكلة ليست هنا، المشكلة أن كلا الطرفين المتصارعين دولٌ نووية، وهذا يجعل من صراعهما امرًا خطيرًا على المنطقة ككل. صحيحٌ أن امتلاك الطرفين للسلاح النووي يقلل من نسبة استعماله، ولكن الخطر و الكارثة ستحصل عندما يتهور أحد الطرفين و يستعم...

البرنامج النووي السعودي

 صرح وزير الطاقة الأمريكي بأن ‎الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية ‎السعودية ستوقعان اتفاقية أولية للتعاون بشأن طموحات المملكة لتطوير صناعة نووية مدنية، حيّث أكّد أن الرياض وواشنطن تسيران على مسار للتوصل إلى اتفاق للعمل معًا لتطوير برنامج نووي مدني سعودي، يتضمن تفاهم يُفصّل فيه التعاون في مجال الطاقة حيث ستكون هناك قرابة 123 اتفاقية، وذلك لهيكلة صفقة تحقق الأهداف السعودية الأمريكية المشتركة، كما صرّح وزير الطاقة الأمريكي بأن التقدم في المناقشات كان صعبًا في السابق لأن المملكة العربية السعودية لم ترغب في توقيع اتفاقية من شأنها استبعاد إمكانية تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة الوقود المستهلك - وكلاهما مساران محتملان لصنع قنبلة. كانت السعودية منذ مدة تسعى لبرنامجها النووي على أرضها لإستغلال ثروات اليورانيوم الموجودة على اراضيها لتوفير الطاقة النظيفة، هذا الأمر لم يعجب دولة الإحتلال، حيث كانوا يعتقدون أن البرنامج النووي السعودي مرتبط بالتطبيع مع دولة الإحتلال، ولكن السعودية كانت قد فصلت في هذا الأمر بأن قالت بأن التطبيع مع اسرائيل مربوط بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، اما...

الوظائف الرفيعة .. السعوديون اولاً

 في الآونة الأخيرة، بدأت أرى إعلانات لوظائف رفيعة في السعودية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا طبيعي، المصيبة أن من يعلن عن هذه الوظائف هم مقيمين في السعودية، والطامة الكبرى اشتراط غالبيتهم أن يكون من جنسيات محددة غير السعودي! لا أعلم لماذا تسمح بعض الشركات السعودية بتوظيف الأجانب في المناصب و القيادات العليا رغم وجود كفاءات سعودية أفضل من الأجانب بكثير، أن تجد كفاءات سعودية تحمل شهادات علمية قوية من جامعات عريقة عاطلة عن العمل أمرٌ كارثي، الأشد كارثية أن تجد أجانب بعضهم بشهادات مزورة، أو في أفضل الأحوال بمؤهلات منخفضة موظفين في مناصب مرموقة و برواتب لا يحلمون بعُشْرِها في بلدهم، هذا إجحاف تقوم به بعض الشركات تستحق أن تُعاقب أشد العقاب لإرتكابه. سمعت في مرةٍ من المرات قانوناً في أحدى الدول ينص على أن المؤسسات و الشركات ملزمة عندما تُعلن عن وظيفة بأن تبحث عمَّن يشغر الوظيفة بين المواطنين أولاً لمدة ستة أشهر، ثم إذا لم تجد جاز لها توظيف المقيمين، أتمنى تطبيق هذا القانون في السعودية مع التأكيد على أهمية تشديد الرقابة على الإعلان و البحث و التوظيف. لا أرغب بأن يُفهم من كلامي أنني أكره...