المكتبة المدرسية بذات أهمية المقصف!
من المحزن جدًا في نظري بعد أن وصلنا إلى هذا الزمن، زمن العلم و المعلومات و الذكاء الإصطناعي و التقنية، ألا يكون هناك مكتبات في مدارسنا يقضي فيها الطلاب أوقات فراغهم او أوقات الفُسحة أو أوقات غياب المعلم عن الحصة، فينهلوا من علومها ما يطورون به مهاراتهم و ينمون عقولهم ويكون سببًا في اعتيادهم على عادة القراءة منذ الصغر.
إنه والله أمرٌ مريب أن يتم الإهتمام بالمقصف ولا يتم الإهتمام بوجود مكتبة بذات الدرجة، لا أقول أن الاهتمام بالمقصف و غذاء الطلاب أمرٌ غير مطلوب، على العكس، بل مهمٌ و ضروري، ولكنّي أعتقد أن الإهتمام بعقولهم يفترض أن يكون بذات الدرجة، بل ربما يكون أكثر أهمية؛ لأن بناء العقول أكثر و أشد أهمية من تعبئة البطون.
أعتقد أنه من المفترض أن يكون في مخطط كل مدرسةٍ ستبنى في الأعوام القادمة، مكانٌ واسعٌ لمكتبةٍ عامرة بالكتب و زاخرة بالعلم و الثقافة، تضم في جنباتها علومًا متنوعة تختلف بإختلاف المرحلة العمرية لطلاب المدرسة.
ليس ذلك و حسب، حتى المدارس القائمة الآن لابد في إعتقادي أن يُلغى فصلٌ واسع من فصولها و يتم تحويله إلى مكتبة، ويمكن جمع الكتب عن طريق التبرعات، أو شراء الكتب المستعملة النظيفة ذات الاسعار المنخفضة، أو أن تقوم وزارة التعليم بشراء تلك الكتب من دور النشر بكميات كبيرة بأسعارٍ مخفضة و توزعها على المدارس.
أتمنى أن تكون المكتبة شرطًا اساسيًا في بناء المدارس مستقبلًا، كما أتمنى ألا تكون المكتبات في المدارس مجرد غرفةٍ مغلقة، بل تكون مفتوحةً طوال اليوم الدراسي لكل الطلاب، لمن اراد الجلوس فيها أو استعارة كتابٍ يقرأه، بشرط ألا يُلهيه ذلك عن دروسه و حصصه.
اتمنى أن يتم هذا القرار بأسرع وقت وأن يكون التركيز الأول على طلاب المرحلة الابتدائية لأنهم شباب المستقبل و سلاح الوطن و ذخيرته، و التركيز على تعليمه و تثقيفه و بناء عقله بالعلوم النافعة سيعجل من نموه وبالتالي رفعة شأن الوطن و الأمة.
اخيرًا، أتمنى أن يكون في المكتبات تنوعًا في أنواع الكتب حتى يشعر الطالب و حتى المعلم باللهفة للقراءة، التصفح على أقل تقدير و ستأتي القراءة بالتدريج، فبالعلم تُبنى الأمم و تدوم، و بالثقافة يرتفع شأن المجتمعات و يرتفع الوعي.
تعليقات
إرسال تعليق