الجهود السعودية في تحقيق الدولة الفلسطينية

 ترأس كلٌ من معالي وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان و معالي وزير الخارجية الفرنسي السيد جان نويل بارو الجلسة الرئيسية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، وقد أكدت فرنسا على استعدادها للإعتراف بالدولة الفلسطينية في ايلول/سبتمبر المقبل، وهذا ما يعد إنجازًا عظيمًا في رأيي؛ لأن فرنسا تُعد من الدول صاحبة المقعد الدائم في مجلس الأمن ولديها حق الإعتراض "الفيتو".

يعد هذا الأمر انتصارًا للدبلوماسية السعودية التي استخدمت هذه الحرب المأساوية لتحقيق هدف الدولة الفلسطينية الذي إن تحقق سيضمن للشعب الفلسطيني حياةً كريمة و آمنة بإذن الله تعالى، وأتمنى ألا يحدث أمرٌ ما يغير رأي الجمهورية الفرنسية فترفض الإعتراف بفلسطين؛ فالسياسة غير مستقرة و الأوضاع تتبدل كل يوم، ولكن نسأل الله تعالى أن يتمم الأمور على ما فيه امان البلاد و العباد.

وقد كانت جهود المملكة العربية السعودية والتي بدأت منذ زمنٍ طويل لتنفيذ حل الدولتين و إيجاد دولة فلسطينية ذات سيادة و معترف بها دوليًا غير مجهولة ولا يستطيع أحد إنكارها، وكل ذلك كان لأجل ضمان حقوق الفلسطينيين المشروعة في أرضهم ثم لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. 

وعلى الرغم من أفعال الإحتلال التي تنقض أي جهدٍ للسلام إلا أن السعودية لم تتوانى مطلقًا في سبيل نصرة الحق الفلسطيني حيث أنها كررت دائمًا و ابدًا أنه لن يكون هناك اعترافٌ سعودي بدولة الإحتلال إلا إذا قامت الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 و عاصمتها القدس الشرقية.

وبعد كارثة 7 أكتوبر ازدادت جهود السعودية في عدة اتجاهات، بين ايصال المساعدات الإنسانية اللازمة لأهالي غزة الذين أعيتهم الحرب، و بين التعاون مع القوى العظمى لايقاف الحرب أو على الأقل التوصل لهدنة طويلة الأمد، و بين إقامة المؤتمرات الدولية لإقناع الدول بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية لإنهاء هذا النزاع القائم منذ عقودٍ طويلة، وقد رأينا بأم أعيننا الجولات التي اجراها معالي وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان بتوجيهٍ مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله إلى الدول العظمى ذات المقاعد الدائمة في مجلس الأمن، بالإضافة للدول الأوروبية والدول المؤثرة الأخرى لحشد القوة الدبلوماسية اللازمة للضغط على دولة الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

ومع زيادة تعنت الإحتلال و إصراره على عنجهيته تجاه دول المنطقة و على إجرامه البشع تجاه المدنيين الأبرياء في غزة الذين ذاقوا الجوع و القتل و الدمار و الخوف بدأت دول العالم ترى صحة وجهة النظر السعودية الحكيمة و ضرورة تطبيق حل الدولتين ليعم السلام، فحضر في المؤتمر الدولي لحل الدولتين الذي كان برئاسة السعودية و فرنسا بالأمس الكثير من الدول و يترأس وفودها شخصياتٌ كبيرة و معتبرة، وقد اعترفوا بفضل السعودية و جهودها الجليلة لحقن الدماء و إيقاف الحرب و إقامة الدولة الفلسطينية.

وكان على رأس من شكر السعودية على جهودها، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون و نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ.

هناك امرٌ ما يعتلج في صدري و استغرب منه أشد الاستغراب، ألا وهو محاولة بعض الدول - أو بعض الشعوب - نسبة الفضل لنفسها و لبلدانها دون ذكر السعودية، و المستغرب أكثر أن هذه الدول على علاقاتٍ سياسية و اقتصادية و تجارية مباشرة مع دولة الإحتلال، ولم تستغل تلك الدول هذه العلاقات للضغط على الإحتلال لإقامة الدولة الفلسطينية! 

هذا الأمر ليس من شأني على الإطلاق فهذا شأنٌ سياسي داخلي لتلك الدول ولا علاقة لنا به، ولكن، الأمر الذي لي به علاقة هو أن تنسب تلك الدول الفضل لها و الحق أن الفضل للسعودية وحدها بعد الله سبحانه، وليس منذ الأن، بل منذ زمنٍ قديم.

على كل حال، إن استمر الحال على ما هو عليه و أعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية فأعتقد أن هذا سيشجع دولًا أوروبيةً أخرى للاعتراف بفلسطين ما يعطي الأخيرة قوةً أكبر لمواجهة دولة الإحتلال و الضغط عليها للإعتراف بالدولة الفلسطينية، ولو أني على يقين أن الإحتلال سيسعى جاهدًا لمنع حشد الاعتراف الدولي بفلسطين بكل ما أمكنه من الطرق لأن هذا يهدد استقراره كما يعتقد، ولكني اعتقد و أتمنى أن يكون إعتقادي صحيحًا أن العالم بات يعلم حقًا جرائم الإحتلال ولن تنطلي عليه كذبات الاحتلال، خصوصًا بعد أن انكشفت عنه الصورة "الملائكية" التي كان يصور نفسه بها وهو أبعد ما يكون عنها.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العملاق الذي استيقظ

الوقت حان لطرد الإحتلال و تدمير حزب الشيطان

عاصمة الشرق الأوسط و وجهة السلام