الضربات اليائسة
شنت دولة الاحتلال بقيادة النتن ياهو هجمات صاروخية عديدة على ايران، وذلك في توقيت قد يُعتبر مفاجئ للبعض إلا أنه كان متوقعًا بالنسبة لشخص يلفض انفاسه الأخيرة في مسيرته السياسية ألا وهو نتن ياهو، حيث أنه كانت ستنتهي مسيرته السياسية لولا حرب 7 أكتوبر التي اعادت إحيائه من جديد، حيث أبعدت عنه لفترة كافة القضايا التي كانت تطارده كما أنها ساعدت في نشر صورته كبطل قومي بين جماهير دولة الإحتلال.
هذه العملية ستعيد نتن ياهو للواجهة السياسية مجددًا وبقوة و سيحاول بكل ما أوتي من قوة بمساعدة الإعلام اليميني المتطرف استغلالها بأفضل شكل لدعم أجندته، والتي من أولها تضخيم صورة ايران كعدو للدولة الاسرائيلية كما يقول نتن ياهو وأنها التهديد الأكبر للشعب الاسرائيلي، وذلك بعد أن فشل في محاولته لإدخال الدولة السورية الناشئة في حربٍ عبثية بفضل ذكاء قيادتها و حكمتها.
سيحاول النتن ياهو أن يطيل أمد الحروب قدر المستطاع في غزة خصوصًا و في منطقة الشرق الأوسط عمومًا بكافة الطرق الممكنة والتي من الممكن أن يكون منها استخدام الاعلام أو استخدام المكائد و الفخاخ، وغالبًا ما تكون الثانية بدعم و تضخيم من الأولى.
على سبيل المثال، قتل عدد من موظفي السفارة الاسرائيلية في واشنطن، هذه القضية أحسن نتن ياهو استغلالها عبر بث الإشاعات بين شعب دولة الإحتلال بأنهم مستهدفون وأن هذه الحرب على غزة و على ايران ضرورية بضرورة بقائه في السلطة و دعم الشعب الاسرائيلي له.
شخصيًا، أعتقد بنسبة كبيرة أن نتنياهو يصارع في رمقه الأخير بكل ما أوتي من قوة ليبقى في منصبه أطول فترة ممكنة وذلك عبر إثارة المشاكل و الصراعات في المنطقة دون أدنى اهتمام بأي شيء باستثناء مصالحه الشخصية، كما أعتقد أنه وضع ايران في موقف محرج بتلك الضربات ويحاول أجبارها من خلالها أن ترد عليها لتحفظ اعتبارها، خصوصًا بعد أن أُشيع عن مقتل عدد من القيادات الكبرى في الدولة الايرانية، وهذا هو ما يريده النتن، أن تبقى المنطقة في حالة شدٍ و جذب حتى تستمر الحرب و يستمر هو في حماية منصبه بعيدًا عن القضايا و المحاكم.
من جهةٍ أخرى قد تكون هذه الضربات بدعم و مساندة أمريكية، ربما بسبب اقتراب ايران من وصولها لنسبة تخصيب اليورانيوم التي تمكنها من صنع قنبلة نووية من جهة، أو إنسداد طريق المفاوضات من جهة أخرى، أو بهما معًا.
لو ردّت ايران و استمر هذا الوضع فسيؤثر بشكل أو بآخر على الدول التي تقع بين دولة الاحتلال و ايران، من ناحية انتهاك الاجواء و عدم إمكانية استقبال الطائرات المدنية، وذلك سيؤثر بشكل مباشر على اقتصاد تلك الدول وهذا الوضع سيضر المنطقة ككل ولن يستفيد منه أحد.
أما بالنسبة لاجتماعات و مطالب الأمم المتحدة لدولة الإحتلال بإنهاء حرب غزة و فتح المعابر وإدخال المساعدات فما هي إلا محاولات لا تسمن و لا تغني من جوع ولن ينفَّذ منها أي شيء، لأن القرارات الدولية لا تحتكم إلا قوة تسندها بل إلى مجرد قوانين لا قيمة لها.
اخيرًا، لا أعتقد أن النتن ياهو سيلبث طويلًا رغم محاولاته الحثيثة في البقاء، وسيسقط في القريب العاجل سقوطًا مدويًا بعد أن ينقلب عليه الجميع، بما فيهم حلفائه الذين كانوا معه في أول هذه الحرب، وذلك بسبب تصرفاته الرعناء.
تعليقات
إرسال تعليق