البرنامج النووي السعودي

 صرح وزير الطاقة الأمريكي بأن ‎الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية ‎السعودية ستوقعان اتفاقية أولية للتعاون بشأن طموحات المملكة لتطوير صناعة نووية مدنية، حيّث أكّد أن الرياض وواشنطن تسيران على مسار للتوصل إلى اتفاق للعمل معًا لتطوير برنامج نووي مدني سعودي، يتضمن تفاهم يُفصّل فيه التعاون في مجال الطاقة حيث ستكون هناك قرابة 123 اتفاقية، وذلك لهيكلة صفقة تحقق الأهداف السعودية الأمريكية المشتركة، كما صرّح وزير الطاقة الأمريكي بأن التقدم في المناقشات كان صعبًا في السابق لأن المملكة العربية السعودية لم ترغب في توقيع اتفاقية من شأنها استبعاد إمكانية تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة الوقود المستهلك - وكلاهما مساران محتملان لصنع قنبلة.

كانت السعودية منذ مدة تسعى لبرنامجها النووي على أرضها لإستغلال ثروات اليورانيوم الموجودة على اراضيها لتوفير الطاقة النظيفة، هذا الأمر لم يعجب دولة الإحتلال، حيث كانوا يعتقدون أن البرنامج النووي السعودي مرتبط بالتطبيع مع دولة الإحتلال، ولكن السعودية كانت قد فصلت في هذا الأمر بأن قالت بأن التطبيع مع اسرائيل مربوط بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، اما غير ذلك، فهو شأنٌ سعودي بحت لا علاقة لأي دولةٍ به.

إنشاء المفاعلات النووية في السعودية واستخدام الطاقة النووية السلمية سيكون عامل مهم في توفير الطاقة النظيفة طويلة الأمد، وذلك لأن كمية بسيطة من الطاقة النووية تعادل الآف اللترات من الوقود، وهو ما يعني كفاءة عالية في الإستخدام الصناعي، وكذلك في الاستخدام التجاري.

كأمنية شخصية، وبرغم معرفتي بمدى صعوبتها، أتمنى بشدة أن تنتقل هذه الاتفاقية من مرحلة الاستخدام المدني إلى الاستخدامات العسكرية، وذلك بتصنيع وامتلاك الصواريخ النووية بالإضافة لأدوات نقلها لأرض العدو.

هذا الأمر صعب و خطير، صحيح، ولكنه سيضيف قوة كبيرة للغاية للسياسة الخارجية السعودية، إقليمياً و دولياً، كما و سيجعل السعودية تقارع القوى العظمى بكل إقتدار، فامتلاك السلاح النووي لأي دولة يجعلها قادرة على فرض مصالحها الاستراتيجية رغماً عن القانون الدولي، إضافة لكونه يجعل تفكير أي بلد في خوض حربٍ ضد السعودية امراً كارثياً، خصوصاً لو كان لا يمتلك السلاح النووي، فالسلاح النووي يعتبر سلاح ردع، يردع كل من يفكر باحتلال الدولة التي تملكه، ويجعل خيار الحرب آخر الخيارات.

قد يكون لهذا الأمر ابعاده السلبية على المنطقة، مثل أن تسعى ايران وربما تركيا لإمتلاك السلاح النووي ايضاً، مما يجعل المنطقة في حالة سباق للتسلح النووي، ولكن في ذات الوقت، لو افترضنا جدلاً صحة هذا الأمر، فهذا في نظري يساعد بشكلٍ أكبر على منع نشوب الحرب بين هذه الدول، بسبب الخوف من الهجوم النووي المتبادل، لا سمح الله.

من ناحيةٍ أخرى، امتلاك السعودية للقنبلة النووية سيجعل دولة الاحتلال في حالة إرتباك و رعب بسبب فقدها الميزة التي كانت تحتكرها سنين طويلة، كما أنه سيضيف للدول العربية و الإسلامية قوة عظيمة تجعلها أقل عرضة للمضايقات و المؤامرات الدولية.

اخيراً، تعتبر مسألة السلاح النووي شائكة و صعبة و طويلة و مكلفة، وقد تُفرض على الدولة التي تفكر فيها و تعمل عليها عقوبات دولية كبيرة، ولكنها لو تحققت وباتت امراً واقعاً فستتغير قواعد اللعبة بالنسبة للدولة التي تمتلكها، خصوصاً لو كانت تملك علاقاتٍ ممتازة مع أقطاب العالم، لذلك أتمنى بأسرع ما يمكن أن تنضم السعودية لنادي الدول النووية، فقدراتها البشرية و العسكرية و المادية بالإضافة لعلاقاتها الدولية الممتازة مع أقطاب العالم تؤهلها لذلك بجدارة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من حرب الاستخبارات و تصفية القيادات إلى الحرب الإقليمية

العملاق الذي استيقظ

الحرب و الانتخابات الأمريكية و مستقبل الشرق الأوسط