دولة السلام بين الشرق و الغرب

 بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، استضافت المملكة عدة اجتماعات، إقليمية و دولية بهدف نشر الإستقرار و السلام، منها، اجتماعاً بين معالي وزير الدفاع السوري ومعالي وزير الدفاع اللبناني، لتنسيق وتعزيز التعاون في القضايا الأمنية والعسكرية بين بلديهما، وقد كان سمو وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان هو الوسيط بينهما.

تم توقيع الاتفاقية الأمنية بين البلدين برعاية سعودية لدعم كل ما يحقق الأمن و الاستقرار بين البلدين خصوصاً وفي المنطقة عموماً، هذا الإجتماع سيساعد من وجهة نظري على تعميق مستوى التعاون بين سوريا و لبنان. 

ستكون البداية بالتعاون الأمني، وذلك بمواجهة كلٌ من حزب الله و بقايا فلول نظام الأسد البائد، ثم بعد القضاء على ما يهدد أمن البلدين، سيتوسع، وسيتم البدء في التعاون الإقتصادي المشترك لما يحقق أمن و استقرار و تنمية البلدين.

في الجهة الأخرى، بدأت الأخبار في السودان تُظهر انتصار الجيش السوداني على قوات الدعم السريع التي ما زالت مستمرةً بالإنسحاب و التقهقر.

طوال هذه الحرب، كان للسعودية كعادتها دور الوسيط الباحث عن السلام و الإستقرار، الحريص على حقن الدماء و حفظ الأرواح، و اتضح ذلك في مفاوضات جدة 2023 التي جمعت بين ممثلين من الجيش السوداني ومن قوات الدعم السريع.

مؤخراً، بعد تحرير الخرطوم تحديداً، عقد وزير المالية السوداني د. جبريل ابراهيم اجتماعاً مع لجنة المملكة العربية السعودية بقيادة السفير السعودي في السودان أ. علي بن حسن جعفر، وتم في الإجتماع استعراض أولويات الحكومة السودانية العاجلة لإعادة إعمار ما دمرته هذه الحرب، و أوضح السفير السعودي أن لجنة المملكة تم تشكيلها بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بهدف تلمس الاحتياجات الأساسية للمواطن السوداني خلال الستة أشهر القادمة ومساندة جهود الحكومة لمواجهة ما خلفته الحرب، كما ووعد بدراسة المشاريع المقترحة للاحتياجات ورفع تقرير عنها للقيادة السعودية توطئة لبدء تنفيذها.

ايضاً، طلبت الحكومة السودانية مساعدة سعودية لإعادة تشغيل مطار الخرطوم، واخيراً، زار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان السعودية، والتقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر الصفا بمكة، وقد أعلنت السعودية بعد هذا اللقاء إنشاء مجلس تنسيق يُعنى بتعزيز العلاقات الثنائية بين السعودية و السودان.

في تصريحٍ لوزير الإعلام السوداني قال فيه : إن السعودية ستقدم للسودان دعم إنساني غير مشروط، وهذا يؤكد حرص السعودية على استقرار السودان و سلامة شعبها.

في جانبٍ آخر، كانت نتائج المحادثات التي حدثت في السعودية بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و اوكرانيا إيجابية، و توضِّح أن الأحداث تتفاعل بشكلٍ ايجابي بين الأطراف مما يزيد الأمل بوضع حد لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية و إعادة العلاقات بين قطبي العالم، روسيا و امريكا.

هذا بخلاف جهود الدبلوماسية السعودية لإزالة العقوبات عن سوريا، كما أن هنالك بعض الانباء التي تشير إلى وساطة سعودية بين امريكا و ايران للتوصل لإتفاق في مسألة النووي الايراني.

هذه الجهود الإقليمية و الدولية التي كانت المملكة العربية السعودية تبذلها و ما زالت وستضل تبذلها لإستقرار و سلامة المنطقة و توقف الحروب فيها و حصول التنمية بما ينهض بالسودان و سوريا و لبنان خصوصاً و منطقة الشرق الأوسط و الدول العربية عموماً، هذه الجهود تضع المملكة في مكانها المتفرد لتكون قائدة العالم العربي و الإسلامي دون منازع، كما تضعها في المكانة الدولية التي تستحقها كوسيط دولي قوي من كافة النواحي و موثوق يسعى نحو السلام والاستقرار العالمي.

ختاماً، يجب أن أنوه إلى أن هذه الجهود المذكورة ما هي إلا غيضٌ من فيض من جهود السعودية لإستقرار و سلامة دول المنطقة، وأنه مهما حاولت دول أخرى القيام بما تقوم به السعودية فلن تستطيع وذلك لأسباب كثيرة لا يمكن شرحها في مقال.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من حرب الاستخبارات و تصفية القيادات إلى الحرب الإقليمية

العملاق الذي استيقظ

الحرب و الانتخابات الأمريكية و مستقبل الشرق الأوسط