عاصمة الشرق الأوسط و وجهة السلام

 اتفق كلٌ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عقد قمة تجمعهما للتفاوض على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، وقد تم الاتفاق على أن يكون اللقاء الذي يجمع بينهما في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.

لماذا السعودية؟

بالتأكيد لما للسعودية من علاقات متينة و مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع روسيا الإتحادية على حدٍ سواء ، بالإضافة لجهود السعودية طوال فترة الحرب الروسية الأوكرانية بمحاولات التهدئة و إحلال السلام مع عدم التدخل المباشر أو عدم دعم طرف مقابل طرف.

إذا نجحت السعودية بإيقاف هذه الحرب فستضم هذا الإنجاز إلى رصيدها العامر في ايقاف الحروب و نشر السلام وذلك يؤكد على تاريخها المُشرف في هذا المجال.

نهاية الحرب الروسية الأوكرانية ستعود بالنفع على العالم عموماً وعلى اوروبا خصوصاً، فالبلدين من أكبر المصدرين العالميين للقمح بالإضافة لأن اوروبا سستتمكن من شراء النفط و الغاز الروسي مجدداً دون إغضاب الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن ترامب يفكر بإرجاع روسيا إلى G7 وبهذا قد تهدأ وتيرة الصراعات الدولية غير المباشرة بين الاقطاب العظمى.

ستسفيد السعودية من اجتماع قطبي العالم الذي سيحصل على اراضيها عبر تعزيز علاقاتها بكلا الطرفين، كما أعتقد أنه ستكون هناك قمة ستعقدها السعودية بينها و بين كلٍ من أمريكا و روسيا، سواءً كانت كلٌ منها على حدى أو كانت مشتركة، وغالب الظن انهما ستكونان منفصلتين في حال انعقدت، لبحث إمكانية الاستثمار المشترك، وربما قد تعقد قمةً أخرى تجمع بين امريكا و روسيا و الدول الخليجية أو ربما الدول العربية وهذا بإعتقادي بخلاف القمة المتوقع عقدها حول غزة.

كل هذه التحركات الدبلوماسية العبقرية من المملكة العربية السعودية تؤكد دور السعودية الإقليمي و الدولي المحوري و الفعال في قضايا المنطقة عامة و تؤكد قوتها و أهميتها التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهذه التحركات هي سبب من أسباب عديدة تجعل السعودية وجهةً للسلام و الاستقرار ومقراً للأمان و التنمية و حاضنةً لكل خير لحاضر المنطقة و مستقبلها بإذن الله، كما تجعل هذه الأمور الرياض عاصمة الشرق الأوسط وصاحبة القرار دون منازع.