توحيد سوريا من جديد
وقع كلٌ من الرئيس السوري أحمد الشرع و قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي اتفاقيةً تنص على إندماج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية والتأكيد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.
وقد اتفق الطرفان على عدة شروط، من أهمها :
1- ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل و المشاركة في العملية السياسية و كافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية و العرقية
2- المجتمع الكردي مجتمع أصيل في الدولة السورية وتضمن الدولة السورية حقه في المواطنة و كافة حقوقه الدستورية
3- وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية
4- دمج كافة المؤسسات المدنية و العسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية بما فيها المعابر الحدودية و المطار و حقول النفط و الغاز
5- دعم الدولة السورية في مكافحتها لفلول الأسد و كافة التهديدات التي تهدد أمنها و وحدتها
6- رفض دعوات التقسيم و خطاب الكراهية و محاولة بث الفتنة بين كافة مكونات المجتمع السوري
بهذه الاتفاقية استطاع الشرع و عبدي أن يجنبا سوريا بكل حكمة حرباً أهلية لو قامت لأحرق سعيرُها ما بقي من سوريا، ولكن الحمدلله الذي أرشدهم للحق و الصواب.
هذه الاتفاقية ستجعل سوريا كتلةً واحدة لتواجه من بقي من فلول الأسد حتى تقضي عليهم تماماً وتعيد الأمن للبلاد بإذن الله، ثم أتوقع أن تتوجه بعد ذلك لردع قوات الإحتلال التي تجاوزت منطقة فك الاشتباك التي حددتها الاتفاقية الموقعة في 1974 والتي أعتقد أنها انتهت رسمياً واتوقع أن يتم توقيع معاهدة جديدة تشمل حدوداً جديدة، كذلك اعتقد ان سوريا ستواجه فلول حزب الله على حدودها الغربية.
خطوة الدمج هذه جعلت دولة الإحتلال في حالة جنون، حيث كانت تعلق آمالها على الاتفاق مع قسد للطعن في الدولة السورية بحجة حماية الأقليات الكردية، ولكنها لم تنجح بفضل الله ثم بفضل وعي القيادات الموقعة على الاتفاقية، ومع ذلك لم يستسلم هذا الكيان الخبيث، فبدأ بالتخطيط للتعاون مع الدروز لمحاولة ايقاع الفتنة في سوريا التي تولد من جديد حتى تسقط قبل أن تقوم على قدميها.
تواجه سوريا حالياً ممثلةً برئيسها أحمد الشرع هذه الفترة عدة تحديات، لا يكاد ينتهي تحدٍ حتى يظهر آخر، لعل من أهمها الفتنة التي حصلت في الساحل، والتي قامت بعض الجهات الإعلامية المعادية لسوريا بتضخيمها حتى قاموا بتزييف الحقيقة و الإدعاء بأن قوات الدولة السورية قتلت العشرات بل المئات من الأبرياء ظلماً فقط لأنهم من الطائفة العلوية، وهو ما تم إثبات زيفهِ و بطلانه.
وقد تمكن الجيش السوري حالياً من القضاء على فتنة فلول الأسد وإخماد تمردهم، كما حرص بعد ذلك على عودة الإطمئنان لقرى و مدن الساحل، ولي في هذا الصدد طلبٌ اطلبه من الأشقاء السوريين ألا تصدقوا القيل والقال، قفوا مع بلادكم في هذه المرحلة الحرجة حتى تمر بسلامٍ بإذن الله إلى بر الأمان.
على كل حال، نعود للإتفاقية، هذه الإتفاقية إن استمرت و توثقت وهو بإذن الله الأمل وما أتمنى، ففي نظري ستكون بإذن الله خيراً على سوريا و شعبها في قادم الأيام، حيث ستعود سوريا كتلة واحدة وتعد دستورها و مؤسساتها لتكون دولة ذات سيادة على مواردها و أراضيها، لها جيش قوي يحمي حدودها، وشعبها راضٍ مطمئن بمستقبل بلاده ومتطلع لتحقيق أحلامها، وهذا ما أرجوه وأتمناه وإن شاء الله أنه سيكون.
كان من اوائل الدول التي أكدت و دعمت حق الدولة السورية في القضاء على هذه التهديدات وبسط الأمن على أراضيها هي المملكة العربية السعودية و تبعها في ذلك عددٌ من الدول العربية.
نأتي لأمور اخرى تمت مؤخراً وهي الإعلان الدستوري اولاً الذي تم إقرار أهم بنوده الرسمية والتي تتحدث عن صلاحية وأعمال السلطات للتمهيد لبناء دستور دولة مدنية سورية تمثل كافة الشعب السوري بمختلف اطيافه، ثانياً تشكيل مجلس الأمن القومي لتنسيق وإدارة السياسات الأمنية و السياسية للدولة السورية، هذا شأن داخلي بحت ولا تعليق لي حوله ولكن لدي أمل انها بداية جديدة لسوريا مستقرة و قوية باذن الله تعالى.
اخيراً، لفت نظري القاء المروحيات للورود، تلك الطائرات التي كانت ترمي البراميل المتفجرة و توزع الموت أصبحت ترمي الورود و تبعث الحياة، سبحان الله كيف تبدل الحال و الحمدلله على هذا الحال وعلى كل حال.
تعليقات
إرسال تعليق