اوكرانيا في ورطة!
منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة، بدأت اوكرانيا تشعر بإنحدار مستوى الدعم الأمريكي لها من كافة النواحي، السياسية و الاقتصادية و العسكرية، حيث انتهى عهد بايدن الداعم لاوكرانيا و جاء ترامب الذي يرى أنه هذه الحرب مجرد صراع عبثي يستنزف الولايات المتحدة الأمريكية كما يرى أنه يجب انهائها بأسرع وقت، أو على الأقل خروج الولايات المتحدة الأمريكية من قوائم الداعمين لها، حيث استمرت ثلاث سنوات كانت في امريكا في عهد بايدن تدعم اوكرانيا دون حدود، والنتيجة، لا وجود لتقدم أو أي انتصار حقيقي.
ترامب في الواقع كان معارضاً لهذه الحرب من الأساس، حيث كان يقول و يردد دائماً أنه لو كان رئيساً لما قامت هذه الحرب، كما قال أنه سينهي هذه الحرب في أول يوم بعد توليه الرئاسة.
بعد استلامه للرئاسة، لم يستطع إنهاء الحرب في أول يوم كما قال، فقوله كان مجرد مبالغة لفرد العضلات وكسب الانتخابات، ولكنه بدأ إجراءاتٍ صارمة لإنهاءها منها ايقاف الدعم لأوكرانيا وتحذيرها من عواقب استمرار الحرب، إضافة لمحاولته توقيع اتفاقية مع اوكرانيا تتضمن بنودها سيطرة الولايات المتحدة على نصف ثروات اوكرانيا بالإضافة لإجبار اوكرانيا على المساهمة في صندوق مالي تملكه الولايات المتحدة الأمريكية حتى تصل ميزانيته ل500 مليار دولار، وهو ما رفضته اوكرانيا بالطبع.
في الجهة المقابلة كانت اوروبا معارضة لتوجه ترامب الذي يرغب بانهاء الحرب عبر إخضاع اوكرانيا لروسيا، حيث زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البيت الأبيض لمناقشة هذا الوضع، دار اللقاء بينهم في المكتب البيضاوي و اتضح أن ترامب و ماكرون غير مقتنعين بآراء بعضهم مما يعني عدم الخروج بنتيجةٍ حقيقة، في ذات الوقت أعلنت دول أوروبا و على رأسها المانيا استعدادها لزيادة الدعم المقدم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا.
اجتمع بعدها الرئيس الأوكراني زيلنسكي مع ترامب و جي دي فانس في البيت الأبيض وكان النقاش بينهم حاداً للغاية وخالياً من الدبلوماسية تماماً ويختلف تماماً عن الأسلوب المُعتاد في الظاهر ولكنه يتشابه مع أسلوب ما يدور في الغُرف المظلمة حيث تختفي الابتسامات المُصطنعة و تظهر الوجوه الحقيقية، على كل حال كان الاجتماع يدور حول إجبار زيلينسكي للإعتراف بالفضل الأمريكي على اوكرانياً، بغض النظر عن تاريخ زيلينسكي المُخزي ولكنه في ذلك الموقف قاوم بضراوة ودافع عن نفسه وعن بلده ضد العنجهية الأمريكية، يُقال أنه غادر البيت الأبيض قبل المؤتمر الصحفي، ويقال ايضاً أنه قد تم طرده.
بعد امريكا، توجه زيلينسكي لبريطانيا والتقى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وناقش معه مساعدة بريطانيا لاوكرانيا في الحرب عبر تقديم قروض بمبالغ كبيرة بالإضافة لضماناتٍ أمنية موثوقة.
اعتقد ان زيلينسكي امامه عدة طرقٍ لإنهاء هذه الحرب، منها :
1- مواصلة الحرب بدعم اوروبي ثم التفاوض مع روسيا من مُنطلق قوة ليتمكن من فرض الشروط و إرجاع الحدود لما كانت عليه قبل الحرب على الأقل، هذا الأمر في ظني صعبٌ و مرهق على اوكرانيا و اوروبا وكذلك روسيا، لأن اوروبا بحاجةٍ للغاز الروسي، واستمرار دعمها لاوكرانيا يجعل الحصول على الغاز الروسي مستحيلاً وكذلك الحصول على الغاز من دول أخرى يُعدُ امراً مكلفاً، كذلك الأمر لكلٌ من روسيا و اوكرانيا، لأن استمرار الحرب بينهما يعني موت المزيد و المزيد من الطرفين واستنزاف المليارات من الأموال في دعم هذه الحرب.
2- هو أن تعود اوكرانيا لأمريكا و تتفق معها على إنهاء الحرب مع روسيا بصورةٍ مُذلة لدولة اوكرانيا و شعبها، واعتقد أنه سيكون عبر اتفاقية المعادن كما هو واضح، لأن الرئيس الاوكراني كتب على حسابه في منصة X بشأن جاهزيته للتوقيع عليها، اوروبا من جهتها عقدت قمةً لقادتها استضافت فيها زيلينسكي، و تناقشت فيها للوصول إلى حلٍ بشأن أوكرانيا، وقد اتفقوا على دعم الأخيرة بالإضافة لمحاولة الإتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية وطلب العون و الدعم منها، وهو ما يمكن اعتباره حلاً وسطاً بين الأمرين، ولكني لا أعتقد بفاعليته، إلا إن كان يؤدي لمراد امريكا في النهاية، فأمريكا بقيادة ترامب ترغب بإنهاء هذه الحرب بأسرع وقت لمصلحة امريكا اولاً و من ثم روسيا غير أبهةٍ باوكرانيا على الإطلاق.
في إعتقادي، لو تم إعادة احياء اتفاقية المعادن و القبول بتوقيعها، خصوصاً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، فإنه سيجري تعديل بعض الشروط لصالح روسيا ثم اوكرانيا.
تعليقات
إرسال تعليق