كيف يفهم هؤلاء؟
بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة و دخوله البيت الأبيض للفترة الثانية، و بينما كان في المكتب البيضاوي يوقع بعض الأوامر، سأله أحد الصحفيين عن وجهته الخارجية الأولى، كان جوابه : انه من المفترض ان تكون للمملكة المتحدة ولكنه في فترته الأولى زار المملكة العربية السعودية لانها وافقت على إنفاق 450 مليار دولار.
هنا أحب أن أركز على كلمة ترامب "وافقت" أي ان المملكة العربية السعودية اتفقت مع الولايات المتحدة الأمريكية عدة اتفاقات في مجالات متعددة وهي بكامل سيادتها و إرادتها وذلك لتحقيق أهدافها وهذا بعكس ما روجه بعض الكارهين و الحاقدين و الحمقى على انها "جزية" للحماية وهذا مجرد كلام فارغ يتداولونه بغرض السخرية و الاستهزاء المغلف بالحقد و الحسد.
يعلم أولئك جيداً أن ال450 مليار كانت مقابل عقود لمدة سنوات طويلة تشمل تدريب و نقل خبرات و تقنيات و توطين صناعات و استثمارات بينية و غيرها الكثير لا يسع المقال أن يشرحها، وستعود كل هذه الأموال بالفائدة للسعودية بإذن الله ولكن الكذب و الحقد و الحسد أعمى قلوبهم وأمرض عقولهم.
تكملةً لتصريح ترامب حول زيارته الخارجية الأولى في فترته الثانية قال أنه سيزور السعودية مرة اخرى إن وافقت على دفع 500 مليار دولار.
نلاحظ هنا أنه ذكر ايضاً شرط مرافقة السعودية على الدفع، ومع هذا، بمجرد ذكره لهذا التصريح بدأت الجهات المعادية للسعودية و الأقلام الحمقاء الحاقدة بالتهجم على السعودية و محاولة تشويه سمعتها بقولها أن هذا مبلغ الجزية لأمريكا لإستمرار الحماية على السعودية، تلك الاسطوانة المشروخة التي تتكرر دائماً وهي خاطئة جملةً و تفصيلاً.
لو كانت هذه جزيةً كما يدعون فلماذا لم تكن في عهد بايدن ومن قبله اوباما؟ ببساطة لأن ما يدعونه هو محض كذب و افتراء و كلام فارغ لا يصدقه عاقل، هذه المبالغ تشمل استثمارات و اتفاقيات وُقِّعت بسبب أن السعودية وجدت رئيساً امريكياً تستطيع الوصول معه لاتفاق حول مصالحها بشكلٍ أسرع و أسهل.
بعد فوز ترامب بالرئاسة كانت أول مكالمة تصله من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث هنأه بالفوز و أعلن عن استعداد السعودية استثمار 600 مليار دولار قابلة للزيادة في حال وجود فرص.
عادت ذات الأقلام تهاجم السعودية و تتهمها بذات الاتهامات القديمة الباطلة.
المشكلة أن تلك الأقلام خرست تماماً عندما وقعت ايران اتفاقية بقيمة 600 مليار مع الصين، وهذا أمر طبيعي في المصالح بين الدول ولكن تركيزهم على السعودية بهذا الشكل ومحاولة إسقاط التهم عليها دون غيرها يوضح جهلهم و حقدهم و غبائهم المستفحل.
ترامب رغم وقاحته و طيلة لسانه كما عهدناه إلا أنه تجاري التفكير و يضع مصلحة بلده في المقام الأول وهذا يجعل التفاوض معه أسهل من غيره عبر إغراءه بالأموال دون حتى أن يكون هناك التزام بدفع كل ما تم ذكره لوسائل الاعلام، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية الأن في عهد ترامب أقرب إلى السعودية كحليف مما كانت عليه في عهد بايدن، وهذا يجعل الطريق نحو تحقيق الأمور المستحيلة نوعاً ما ممكناً، مثل شراء طائرات الf35 و توطين بعض صناعتها بالإضافة للتعاون في بناء المفاعلات النووية للأغراض السلمية داخل السعودية و غيرها من أمور نقل التقنيات و توطين الصناعات الأمريكية داخل السعودية.
هذا بخلاف الأمور السياسية الأخرى والتي كان في مقدمتها تصنيف جماعة الحوثي كجماعة إرهابية، وهو ما يعني أن تعامل أي جهة أو منظمة دولية أو إقليمية معها يعرضها للمساءلة و العقوبات، و اعتقد أنه سيكون هناك المزيد من هذه التعاملات السياسية خلال الايام القادمة، وهذا بالتأكيد سيزيد من القوة الجيوسياسية السعودية في المنطقة.
هذه الأمور لو تمت ستتحقق للسعودية الكثير من الأهداف و ستستفيد الشركات الأمريكية كما يرغب ترامب و ايضاً الشركات السعودية ستسفيد و بذلك تحقق السعودية اهدافها برفع نسب الصناعات المحلية و تحقيق مصادر دخل متعددة و التعاون مع الشركات الامريكية لتبادل المعرفة و نقل الخبرة.
اخيراً ستبقى هذه الأقلام غير السعودية الحاقدة تنتقد و تكره كل ما تفعله السعودية مهما كان ولن يعجبها شي، وسيبقى هذا الأمر شأناً سعودياً خالصاً لا علاقة لغير السعوديين به، أي بمعنى آخر، فليضربوا برؤوسهم عرض الحائط.
تعليقات
إرسال تعليق