سوريا الجديدة

 بعد أن اسقط الثوار نظام عائلة الاسد والذي ظل في حكم سوريا 54 عاماً كانت هناك مخاوف من أن يضيع ما تبقى من مؤسسات الدولة السورية ولكن بفضل الله ثم بحكمة الثوار غلَّبوا المصلحة العامة للبلاد و اختاروا أن يحافظوا عليها و يسعوا لإعادة بناء ما تم هدمه لحفظ كيان الدولة السورية و السعي نحو سوريا جديدة عربية و قوية و موحدة ينعم شعبها بالأمان و السلام وسط دعم و تأييد عربي لهذه الخطوة.

يتم الأن تشكيل الحكومة الانتقالية التي ستنظم شؤون البلاد حتى يتم إعادة ترتيب أوراقها برئاسة محمد البشير ومن ثم ستقام انتخابات لاختيار من يرضاه السوريين حاكماً للبلاد.

من وجهة نظري حالياً هناك تحديان يواجهان الدولة السورية الجديدة، الأول هو القوات الاسرائيلية التي اقتحمت الحدود من جهة الجولان و توغلت حتى 14 كلم داخل سوريا بالإضافة لإستهدافها الاسلحة التي تركها نظام بشار وذلك بحجة تأمين الحدود كما تقول دولة الاحتلال، كما أن نتن ياهو أعلن انهيار اتفاقية فض الاشتباك المبرمة عام 1974.

ليس هذا و حسب بل إن الهجمات التي شنتها دولة الإحتلال تتعدى ذلك لتصل إلى العديد من المدن السورية ومنها العاصمة دمشق، هذه الانتهاكات الصارخة لسيادة سوريا غير مقبولة و يجب الرد عليها و بقوة لردعها عن الطمع في المزيد من أراضي سوريا و صدها حتى حدود الجولان.

اما بالنسبة للجولان فلا أعتقد أن استردادها حالياً سيكون سهلاً ولكنه بإذن الله ليس مستحيلاً.

هذه الضربات و الإنتهاكات من قبل دولة الإحتلال كارثية ولكن لا يمكن أن يلام الثوار عليها لأن دولة الإحتلال أحست بالخطر بعد سقوط نظام الأسد والذي كان من الواضح أنه يحميها بشدة.

هناك ايضاً أمرٌ لا يقل أهمية عن ذلك وهو طرد ميليشات قسد من شرق سوريا بالكامل وهذا هو التحدي الثاني الذي تواجهه سوريا الجديدة لأن المنطقة التي تسيطر عليها قسد مليئة بالثروات التي هي حق للشعب السوري اولاً وليست حقاً لأحدٍ غيرهم.

اعتقد أن طلب الحكومة الانتقالية الحالية المساندة من الدول العربية لإمدادها بالأسلحة لمواجهة هذه التحديات سيكون مفيداً لأمرين، الأول : تقوية العلاقات العربية - العربية، ثانياً : تقوية الدولة السورية وردع كل من يتمنى الخراب في المنطقة.

بعد القضاء على هذين التحديين وبعد تحرير كافة سوريا و اختيار حكومة يرضاها الشعب السوري يبدأ عندها عصر سوريا الجديدة التي تضم كل ابنائها بإختلاف طوائفهم و أعراقهم و اديانهم تحت مظلة العدالة و القانون  للسعي نحو المزيد من الإندماج و التعاون و تبادل الخبرات مع الدول العربية و الدول الأجنبية في شتى المجالات التي تعود بالنفع على سوريا وشعبها.

كأمنية أخيرة أتمنى أن يتم حصر كل المجرمين من النظام السابق و معاقبتهم بالعدل و القانون لأن المشاهد التي رأيناها في سجن صيدنايا وحده يندى لها الجبين ويشيب لها الرأس.

واخيراً اتمنى أن يضع العرب جميعاً يدهم بيد سوريا الجديدة و شعبها سعياً في الحفاظ عليها و رغبة في تطويرها و بنائها لتصبح مثلما كانت و أجمل باذن الله، أتمنى من الله تعالى أن يكتب لسوريا الحبيبة و شعبها الطيب أجمل الأقدار.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من حرب الاستخبارات و تصفية القيادات إلى الحرب الإقليمية

العملاق الذي استيقظ

الحرب و الانتخابات الأمريكية و مستقبل الشرق الأوسط