الدور العربي في سوريا الجديدة

 بعد أن كانت سوريا مختطفة من قبل الأقطاب الإقليمية و العالمية و بعيدةً كل البعد عن مجالها العربي برغم المحاولات مع نظام الأسد والتي مع الأسف باءت بالفشل لأن الأسد استمر في عناده و تمسكه برفض أي تقارب عربي، اما الأن فقد حان الوقت لتعود سوريا كما كانت عربيةً قوية لها علاقاتها الوثيقة بالعرب وأعتقد أن هذا هو ما يفترض أن يكون.

خلال 13 عاماً أي منذ بداية الثورة إلى اليوم عانت سوريا و الشعب السوري من كل أنواع المشاكل مع الأسف الشديد و أصبحت مطمعاً للقاصي و الداني لإستغلال ثرواتها و نهب مقدراتها مع الأسف كما أصبحت مسرحاً للميليشيات و عصابات المخدرات التي أضرت بسوريا و بالمنطقة و دولها كافة ولكن مع سقوط حكم الأسد لمعت فرصةٌ جديدة لإعادة سوريا للمكان الذي تستحقه.

أعتقد أن الواجب العربي اليوم هو مشاركة الحكومة السورية الإنتقالية في إعادة بناء سوريا بمؤسساتها و جيشها و قانونها وهو ما بدأ يتم فعلاً حيث أجتمع عددٌ من الدول العربية اليوم في الأردن وأكدوا في البيان الختامي على التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية في حماية وحدتها و سلامتها الإقليمية و سيادتها و أمنها وأستقرارها و سلامة مواطنيها كما دعوا لضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية و تعزيز قدرتها للقيام بأدوارها لحماية سوريا من الإنزلاق في الفوضى مجدداً وهو ما أعتقد أنه يتم الأن بكل حكمة من قبل الحكومة السورية الحالية.

هذه بعض الأمور التي يمكن أن يقدمها العرب في نظري لدعم سوريا :

1- الدعم الدولي : بحيث تساند الدول العربية مجهودات الدولة السورية عن طريق جمع الإعترافات و الدعم لها من دول العالم في مسيرتها لتوحيد البلاد و القضاء على كافة التهديدات بتأييد دولي مطلق و بذلك يتم اعتبار أي تحرك ضدها داخل حدودها أمراً غير مقبول تماماً.

2- الدعم السياسي : بحيث تسارع الدول العربية في إقامة العلاقات الكاملة مع الدولة الجديدة في شتى المجالات مع تبادل السفراء و البعثات الدبلوماسية بين الدول العربية و الدولة السورية الجديدة في أسرع وقتٍ ممكن، كما يقع على عاتق الجامعة العربية نصيب في دعم و تأييد كل ما من شأنه دعم استقرار سوريا و سلامة أراضيها.

3- الدعم المادي : ويكون ذلك إما بتقديم الديون طويلة الأمد أو بضخ الاستثمارات في شتى المجالات أو عن طريق المساعدات وهذا سيساعد الدولة الجديدة على النهوض من جديد حتى تسترد عافيتها و قوتها وذلك بالطبع بالإتفاق بعد دراسات الجدوى و دراسة الفائدة مقابل التكلفة للطرفين.

4- الدعم الفني : ويكون ذلك في تبادل الخبرات و المعلومات و التدريب سواءً في الأمور العسكرية أو الإدارية أو الفنية و غيرها وذلك للمسارعة في تطوير و بناء سوريا بشكلٍ أسرع، فمع الخبرات السورية تضاف الخبرات العربية في المجالات المتعددة مثل استخراج النفط على سبيل المثال وذلك يكون عبر إقامة المشاريع التنموية المشتركة المختلفة.

هذه نبذة بسيطة عمَّا يمكن للعرب أن يقدموه لسوريا لأن استقرار سوريا سيعود بالنفع ليس على سوريا فقط بل على كافة دول المنطقة، ومن الأمور التي تبشر بالخير السعي الجاد من الدول العربية للمضي قدماً لضمان أمن و استقرار سوريا وهذا أمر ممتاز وأتمنى أن تكون هناك أفعال عربية ملموسة على أرض الواقع في أسرع وقتٍ ممكن لأن التأخر في ذلك قد يجعل الأطراف الأخرى تسبق العرب في ذلك.

ختاماً أتمنى لسوريا الحبيبة و شعبها الطيب كل الخير دائما و دوام التنمية و الاستقرار و السلام وكافة الدول العربية ايضاً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

العملاق الذي استيقظ

الوقت حان لطرد الإحتلال و تدمير حزب الشيطان

عاصمة الشرق الأوسط و وجهة السلام