الرئيس الجديد و التوجهات الجديدة

 انتهت الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز المرشح دونالد ترامب من الحزب الجمهوري على نظيرته كامالا هاريس من الحزب الديموقراطي وهذا يعني بلا شك تغيير دفة سياسات البيت الأبيض نحو توجهات قاطنه الجديد القادم.

ترامب كما عهدناه في فترة حكمه الأولى وقح و عديم المجاملة السياسية و يفكر بشكل تجاري بالدرجة الأولى و يطبق سياسة بلده على هذا النحو، كل ما يهمه هو تحقيق أفضل عائد بأقل تكلفة.

ولكن بشكل عام وبالمقارنة مع الرؤساء من الحزب الديموقراطي كلينتون و اوباما و بايدن الذين عاثوا في منطقة الشرق الأوسط خراباً و دماراً قد نقول أن الجمهورويون و ترامب تحديداً أفضل، لا امتدح بهذا الحزب الجمهوري فلم ننسى غزو العراق الذي قاده بوش والذي زعزع بسببه الشرق الأوسط مع الأسف بسبب كذبة ولكن اتحدث هنا عن ترامب كشخص والذي قد نعتبره أفضل السيئين لعدة أسباب أولا : توجهاته المستقيمة "تقريباً" نحو محاربة الشذوذ و الإنحلال الاخلاقي الذي تغلغل في الولايات المتحدة الأمريكية في عهد بايدن حتى أصبح بعض المسؤولين الحكوميين متحولين جنسياً.

ثانياً : بما أنه تجاري التفكير فهذا ربما يعني إمكانية التفاوض حول المصالح بعيداً عن الضغوطات وعن التوجهات السياسية و الحزبية، ليس بشكلٍ كامل ولكن بنسبةٍ أعلى من الحزب الديموقراطي و مرشحيه على الأقل.

ثالثا : ترامب في فترته الأولى وعلى الرغم من وقاحته إلا أنه نجح بكبح جماح قيام أي حرب كما أنه عارض غزو العراق، صحيح أنه بسبب تكلفة الحرب على امريكا ولكن يعتبر امراً عقلانياً.

نأتي للمهم وهو توجهات ترامب وتأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية، من جهة اوكرانيا كانت الإمدادات و المساعدات الأمريكية من أسلحة و أموال و غيرها لا تتوقف في عهد بايدن من أجل ايقاف روسيا وإضعافها حتى تصبح غير قادرة على مواصلة الحرب وكانت هذه المساعدات ستستمر لو فازت كامالا ولكن أعتقد بما أن ترامب هو من سيصبح الرئيس فسيتغير الوضع تماماً، في نظري سيخفف بشكل كبير هذه الإمدادات و ربما يقطعها ليجبر اوكرانيا على التفاوض مما يعني أنه قد تنتصر روسيا في هذه الحرب.

هذا الوضع قد لا يناسب دول اوروبا لأنهم يرون أن روسيا إن انتصرت في اوكرانيا فهذا قد يفتح شهيتها للقيام بحملات أخرى نحو دول أوروبية جديدة رغم أن بوتين نفى ذلك ورغم صعوبة الهجوم على دولة من دول الإتحاد الاوروبي ولكن لا يمكن تأكيد ذلك تماماً أو نفيه تماماً.

قبل أن يغادر بايدن البيت الأبيض أعطى موافقته لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بالصواريخ الأمريكية بعيدة المدى، هذا الأمر قد يشعل فتيل الحرب العالمية الثالثة خصوصاً لو تمادت اوكرانيا بضرب اعماق الاراضي الروسية مما يستدعي ربما استعمال النووي الروسي و دخول كوريا الشمالية فعلياً في الحرب وبالتالي دخول اوروبا بجيشها و سلاحها النووي وهو ما يعني نهاية العالم بالمعنى الحرفي ان حصل، لاسمح الله.

في الجهة الأخرى في الشرق الأوسط، كانت الفترة الرئاسية الأولى لترامب نوعاً ما مقبولة على الشرق الأوسط باستثناء نقله السفارة الأمريكية للقدس ليعترف بها كعاصمة لدولة الإحتلال ولكن من ناحيةٍ اقتصادية و سياسية كانت تعد جيدة ولعل أبرز ما قام به هو الإنسحاب من الإتفاق النووي الايراني لمنع انشاء سباق تسلُّح نووي جديد في المنطقة، يكفي أن الإحتلال يملك أسلحة نووية وهذا كافي لزعزعة استقرار المنطقة المزعزعة اساساً، لا أعلم لماذا لدي يقين بأن ايران تمتلك قنبلة نووية أو انها على وشك الحصول عليها، حصول ايران على النووي سيستدعي امور خطيرة على المنطقة و على العالم أجمع.

اخيراً من جهة بريكس، أعتقد أن بريكس ستتطور بشكل كبير في رئاسة ترامب الذي سيحاول الدمج بين الإستفادة منهم وكبح توسعهم في ذات الوقت.

اما بالنسبة للحرب في غزة فلا أعتقد أن ترامب سيستطيع حل هذه الكارثة كما كان يقول و يعد في السابق وذلك بسبب علاقة الايباك وغيرها من الجماعات اليهودية الضاغطة المعقدة مع البيت الأبيض و أجهزة السلطة التشريعية في الولايات المتحدة الأمريكية وإن فعل وانهى الحرب فسيكون لصالح دولة الإحتلال والذي سيجعل تكرار مسألة الحرب و مسلسل الدماء و الدمار أمر وارد كما سيستبعد بشكل كبير مسألة السلام في الشرق الأوسط.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من حرب الاستخبارات و تصفية القيادات إلى الحرب الإقليمية

العملاق الذي استيقظ

الحرب و الانتخابات الأمريكية و مستقبل الشرق الأوسط