منذ عدة ايام حصلت اختراقاتٌ كبيرة في المنطقة ضد حماس و حزب الله و الحرس الثوري الإيراني وقد قام بهذه الإختراقات الموساد الإسرائيلي وأذرعه بتعاون مع جيش الإحتلال ففي البداية تم اغتيال فؤاد شكر في بيروت وهو قيادي كبير في حزب الله و خبير في الصواريخ وذراع حسن نصر الله ويعتبر مقتله خسارةً كبيرة على الحزب وفشلاً يسجل عليهم في عدم تمكنهم من حماية قادتهم.
تم استهداف فؤاد شكر بعد مجزرة مجدل شمس في الجولان المحتل والتي نفى حزب الله صلته بها ولكن الإحتلال رد عليهم بإغتيال فؤاد شكر وهذا الأمر قد يعود بردٍ كبير وربما يعني بداية حرب مباشرة جديدة بين حزب الله و الإحتلال فقد كانت الحرب بين الطرفين مجرد ضربات بسيطة برغم أن صواريخ الإحتلال تقصف أهدافاً كبيرة تشمل قيادين كبار في الحزب وصواريخ حزب الله أهدافها بسيطة و ضعيفة يُصد أغلبها في السماء ولكن إن تطورت الحرب إلى حربٍ مباشرة فذلك يعني تدخلاً برياً اسرائيلياً على لبنان ولكني أستبعد هذا الأمر لأن حزب الله ليس مثل حماس فتسليحه أقوى و إمداده من إيران مستمر كما أني أعتقد أن الإحتلال تعلم من حرب 2006 ولو حصلت حرب فلن تكون في تصوري إلا بعد الإنتهاء من حرب غزة على الأقل وأعتقد أن الإحتلال لن يرغب بحرب مع حزب الله إلا لو تمسك النتن ياهو واليمين المتطرف بذلك وأعتقد أنه إن حصل فستكون عواقبه كارثية على الأحتلال و على أهالي لبنان وعلى المنطقة ككل.
كما تم ايضاً إغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي في حماس وهو في طهران بينما كان في زيارةٍ لها ولهذا الأمر من وجهة نظري اتجاهين الأول هو أن اسرائيل نجحت بالفعل بإغتياله وأن كان كذلك فإنه يعد فشلاً ايرانياً كبيراً ويُوجب عليها الرد على هذا التعدي وقد قال الخامنئي في حسابه على منصة X : إن الثأر لدم إسماعيل هنية واجبٌ علينا فلا نعلم كيف سيكون ذلك الثأر مع العلم بأنهم قد وعدوا بالإنتقام لقاسم سليماني ولم يحدث شيء حتى الأن.
أما الإتجاه الثاني فهو أن هناك مسرحيةً في الأفق بدايتها رأس هنية ولا أعلم ما هي نهايتها وإن كان كذلك فبإعتقادي انها مسرحية مراوغة أهم مشاهدها قتل الابرياء من الشعوب المستضعفة و بدء حرب إقليمية تجعل من منطقة الشرق الأوسط منطقةً مضطربة فوق إضطرابها الكارثي الحالي.
كما تم أيضاً اغتيال القائد بالحرس الثوري الحاج حبيب زاده في دمشق بغارة اسرائيلية وتستمر هذه المشاهد مما يجعل إيران تخسر قياداتها في أماكن متفرقة وتثبت للعالم ضعفها و عجزها عن حمايتهم وهم أحياء و الإنتقام لهم بعد مقتلهم.
كل هذه الإغتيالات سواءً في إيران أو سوريا أو لبنان سيكون منها أو من الرد عليها أمرٌ واحد وهو أن تجر المنطقة إلى حربٍ إقليمية لا تحمد عقباها.
كما أن إغتيال إسماعيل هنية سيؤثر بنسبة كبيرة على مجريات الحرب في غزة وعلى المفاوضات الحالية كما أن اغتيال فؤاد شكر سيؤثر على الحرب القائمة في شمال الإحتلال وأعتقد أنها ستزداد الاستهدافات في سوريا و العراق و لبنان من قبل الإحتلال الإسرائيلي.
اخيراً اتمنى ألا يؤدي هذا الأمر لحرب إقليمية لأنها ستأكل الأخضر واليابس إن قامت فلن يستفيد من قيامها إلا مصنعي الأسلحة سواءً في أمريكا أو روسيا أو الصين أو حتى اوروبا وسيكون الضحايا الأبرياء بعشرات وربما مئات الآلاف، سلم الله هذه المنطقة المسكينة من كل شر.
تعليقات
إرسال تعليق