صراع النووييتين!

 نشبت خلال الايام الماضية مناوشاتٌ خفيفة بين الهند و باكستان، في البداية كان مجرد إطلاقَ نارٍ عابر، ولكنه في الساعات الأخيرة تطور و تصاعد بشكل مخيف حتى وصل لإسقاط الطائرات و تبادل الرمي بالمدفعية وكذلك الاستهدافات المباشرة عبر الطائرات الحربية، حيث قامت باكستان حسب عددٍ من المصادر بإسقاط ثلاثة طائرات حربية هندية حتى الآن، وردت الهند باستهداف مواقع داخل الحدود الباكستانية وقتل و جرح عدد من العسكريين و المواطنين الباكستانيين، كما قامت باكستان بالمثل ايضًا، و توعد الطرفان بالرد على هجوم الآخر.

هذا الأمر ليس جديدًا، فقد حدثت مثل هذه الاعتداءات بين البلدين، ولكنها كانت تنتهي سريعًا، اما هذه المرة فيبدو أن النار تشتعل كل ساعةٍ أكثر مما قبلها.

أصل هذا الصراع بين الهند و باكستان هو على منطقة كشمير، وهذا الصراع نشأ منذ عام 1947م ومستمرٌ حتى يومنا هذا مع الأسف، المشكلة ليست هنا، المشكلة أن كلا الطرفين المتصارعين دولٌ نووية، وهذا يجعل من صراعهما امرًا خطيرًا على المنطقة ككل.

صحيحٌ أن امتلاك الطرفين للسلاح النووي يقلل من نسبة استعماله، ولكن الخطر و الكارثة ستحصل عندما يتهور أحد الطرفين و يستعمل سلاحه ضد الآخر، هذا سيجعل الطرف الآخر يستخدم سلاحه النووي دون تفكير، ما سيسبب كارثةً انسانية و أزمةً دولية.

عندما نبحث عن أصل أي حربٍ في التاريخ بين بلدين، لا بد وأن نجد مستفيدين من قيام تلك الحرب، سواءً كانوا أطرافًا محليين من البلدين، أو أطرافًا دولية، سواءً كانوا دولًا أو منظمات و احيانًا كلاهما بالتعاون، ولكن غالبًا ما تكون دولًا لا منظمات، خصوصًا القوى العظمى، لأغراض السيطرة و التجارة، هنا يتبادر إلى الذهن سؤالٌ مهم وهو : من المستفيد من نشوب الحرب بين الهند و باكستان؟ 

في نظري، أعتقد أن للكيان المحتل يدًا خفية في نشوب هذا الصراع، لأنه الوحيد الذي سيستفيد من إشعال المنطقة و إغراقها في الفوضى و الدمار، كما أني أعتقد أن للقوى العظمى ايضًا يدًا في إشعال نار هذه الحرب، سواءً كانت دولًا أو شركاتٍ عالمية؛ حتى تعمل مصانع السلاح وتبيع ما لديها من مخزونٍ متكدس.

بالتأكيد ليس هناك عاقلٌ يرغب في استمرار الحرب وإزهاق الأرواح، خصوصًا الطرفين المتنازعين، أي الهند و باكستان، لذلك أعتقد انهما سيهرعان للدول المجاورة للبحث عن الصُلح و السلام، كما أعتقد أن هناك دولًا ستهب للمساعدة و الوساطة لإخماد نار الحرب قبل أن تشتعل و تحرق الأخضر و اليابس، وعلى رأس تلك الدول، المملكة العربية السعودية، لأن السعودية تتمتع بعلاقاتٍ ممتازة مع الطرفين، كما أن المصالح السعودية في الهند و باكستان حيويةٌ و مهمة، هذا بخلاف المساعي السعودية الحميدة الساعية لنشر السلام بين دول العالم دون وجود مصالح أو حتى وجود علاقاتٍ مباشرة.

ختامًا، هذه الحرب لو اشتد سعيرها فلن يستفيد منها أي دولةٍ في المنطقة، حتى لو لم يتم فيها استعمال السلاح النووي، فالأسلحة التقليدية ستحصد أرواح عشرات، بل ربما مئات الآلاف من الأبرياء من الطرفين، نسأل الله تعالى أن يعين على إنهاء هذه الحرب قبل فوات الآوان وأن يجنِّب المنطقة و دولها كل شر.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

من حرب الاستخبارات و تصفية القيادات إلى الحرب الإقليمية

العملاق الذي استيقظ

الحرب و الانتخابات الأمريكية و مستقبل الشرق الأوسط